كلمة الأمين العام

إن استعراض التحديات والمشكلات التي تواجهها المدن الكبرى يكشف عن وجود مجموعتين رئيسيتين من الإشكاليات:الأولى ناجمة عن تراكم المشكلات القديمة، والثانية نتيجة للمتغيرات والتبعات المعاصرة للحياة الحضرية الحديثة.

ولمواجهة هذه التحديات، يبدو من الضروري أن تُعيد أجهزة الحوكمة - وعلى رأسها البلديات - النظر في مناهجها، من خلال التحول والتجديد الجذري.هذا التحول لا يمكن أن يتحقق من دون عنصر محفّز وأساسي، يتمثل في الاعتماد على العلم والانفتاح على البحوث التطبيقية والاستراتيجية.

هاتان المجموعتان من التحديات تفرضان علينا قائمة طويلة ومعقدة من القضايا، منها:

قضية التربة وهبوط الأرض

التلوث السمعي والبصري

تلوث الهواء والجسيمات الدقيقة

الازدحام المروري ومشكلات النقل

أزمة الإسكان

قضايا الثقافة والاقتصاد الحضري

الميزانيات المستدامة للإدارة الحضرية

تعزيز المرونة الحضرية

مشكلات السكان والهجرة

ضرورة النظرة المستقبلية والتخطيط الاستشرافي للمدن

أمام هذه الشبكة المتشابكة من المشكلات، لا بديل عن العودة إلى:

النظريات العلمية الرصينة

البحوث التطبيقية ذات الأثر

آراء وأفكار النخب والخبراء

ولا شك أن الابتكار والتجديد هما المفتاحان الأساسيان لحل هذه القضايا؛ فلابد من التوجه إلى مفاهيم "المدن الذكية"، واستثمار الإمكانات الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي أمام المديرين والخبراء، بما يساهم في:

تحليل التحديات بسرعة ودقة

تقديم حلول عملية وفعالةوهو أمر أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها.

إن مركز دراسات وتخطيط مدينة طهران، مستفيدًا من خبرته المتراكمة عبر تنظيم ستة عشر دورة من مهرجان البحث والابتكار في الإدارة الحضرية، يعمل اليوم على التحضير للدورة السابعة عشرة، بهدف تشجيع الباحثين المتميزين، والاستفادة المثلى من نتائج أبحاث وابتكارات الأكاديميين وطلبة الدراسات العليا في مجال الإدارة الحضرية.

نأمل، من خلال المشاركة الواسعة للباحثين والأساتذة من مختلف التخصصات، أن تسهم الدورة السابعة عشرة في تحقيق الأهداف المنشودة، ودفع مسيرة تقدم المدن الكبرى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتوازنًا.

مع أطيب التحيات،عليرضا رهاييالأمين العام للمهرجان(الأمين العلمي للمهرجان)